الحصار يفرغ مستودعات الصحة من الدواء

غزه – أحمد زقوت: أدى استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزه إلى نفاذ معظم الأدوية من مستودعات و مخازن وزارة الصحة في غزه بحسب بيان صادر عن الوزارة.
وحذر البيان من نفاذ العديد من أصناف الأدوية من مستودعات الوزراة , لافتا إلى نفاد 110 صنف من الأدوية و123 من المعدات الطبية الأساسية بالإضافة إلى قرب نفاذ 76 صنف آخر من الأدوية خلال الفترة القادمة.
وشدد مدير عام الصيدلة بالوزارة د. منير البرش على أهمية هذه الأصناف كونها تتضمن أدوية خاصة بحضانة الأطفال وحليب الأطفال مثل الحليب الخاص بمرضى الفينيل كيتون يوريا الذي يعاني منه مئات الأطفال، مبينا أن النقص يشمل أيضا حليب الأطفال الخاص بأمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أدوية الصرع ،مؤكدا وجود عدد كبير من مرضى الصرع لا سيما في فئة الأطفال.
كما أشار البرش إلى نفاذ أدوية السرطان والعلاج الخاص بمرضى نزف الدم الوراثي ، إضافة إلى نقص في أدوية الثلاسيميا ومضادات السموم وأدوية خاصة بأقسام الولادة.
و فيما يتعلق بأصناف المعدات الطبية والتي وصل رصيدها إلى صفر، أكد البرش انه فضلا عن نفاذ 123 صنف فانه يوجد 60 صنف غيرها ستنفد خلال الشهور الثلاثة المقبلة، منها أصناف خاصة بقسم الحضانة،و العمليات الجراحية، وجراحة المناظير، والعناية المركزة، وجراحة العظام، وورق تخطيط القلب والولادة،و جميع أصناف القسطرة البولية، وجراحة العيون،و أفلام الأشعة المقطعية، وأصناف أخرى تستخدم في عمليات التخدير والتنفس الصناعي، إضافة إلى البلاستر والحقن بمختلف المقاسات.
ووجه البرش نداء استغاثة إلى كافة الجهات والهيئات والمؤسسات المعنية والمسئولة وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة الصحة العالمية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين وغيرها من المؤسسات والجهات المحلية والدولية بالعمل على توفيرها بأقصى سرعة منعا لتفاقم الأزمة وحفاظا على حياة المرضى المهددة في حال نفاد المخزون.
من جانبه قال أدهم أبو سلمية المنسق الإعلامي للخدمات الطبية العسكرية في قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة من خلال منعها وصول الدواء إلي قطاع غزة المحاصر.
وأشار أبو سلمية في تصريحات صحفية إلي أن المادة (23) من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على: "أن تكفل دولة الاحتلال حرية مرور جميع رسالات الأدوية والمهمات الطبية ومستلزمات العبادة المرسلة حصراً إلى سكان طرف متعاقد، حتى لو كان خصما".
مؤكداً أن منع الاحتلال وصول الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع التيار الكهربائي عن القطاع بما فيها المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية يعد جريمة حرب يحاسب عليها القانون.
ودعا أبو سلمية المجتمع الدولي إلي ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ سكان قطاع غزة والذين يتعرضون لحصار ظالم طال كل مناحي الحياة بما فيها المؤسسات الصحية الإنسانية، ودعا أيضاً الاتحاد الأوروبي إلي ضرورة التدخل على أساس المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الأوروبية الإسرائيلية والتي تنص على إحترام إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان. مشيرا أنه لا وقت للبكاء وأن المطلوب هو تحرك فاعل لضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لرفع هذا الحصار المخالف للقانون والأعراف الدولية عن قطاع يسكنه أكثر من مليون ونصف مليون مدني محمي.