ثمة العديد من الانتقادات الموجهة لمؤشر قياس كتلة الجسم المعروف اختصاراً بـ"بي أم آي" BMI. ومن هذه الانتقادات الموجهة لمؤشر قياس الكتلة، الذي يعتمد على مقارنة الوزن بالطول، أنه لا يحسب بدقة كمية الدهون في الجسم، وأنه يميل لأن يصنف الرياضيين أو أصحاب العضلات باعتبارهم يعانون من السمنة، كما يقلل من أهمية الدهون عند كبار السن.
وتشير دراسة نشرت الاثنين في دورية "الأطفال"، إلى آلية قياس سهلة ومباشرة يمكن استخدامها لتكون مكملة لمؤشر قياس كتلة الجسم، وهي حجم الرقبة. وبحسب هذه الآلية، فإن الرقبة العريضة مرتبطة بظروف وحالات السمنة، مثل مرض النوم والسكري وارتفاع ضغط الدم. يشار إلى أن حالات الرقبة كانت قد دخلت في دراسات سابقة حول احتمال الإصابة بالسمنة ومشكلات وأمراض القلب عند البالغين.
وبحسب الدراسة، فإن قياس الرقبة يتم باستخدام شريط مرن عند الجزء الظاهر منها، وهي عند الذكور الكبار تتم عند المنطقة المعروفة باسم "تفاحة آدم." ووجد الباحثون أن الصغير البالغ من العمر 6 سنوات ويتمتع برقبة يزيد قياسها على 11.2 إنشاً، فيشير إلى احتمال إصابته بزيادة في الوزن أو السمنة بنحو 3.6 أضعاف عن الأطفال الذين يقل قياس رقبتهم عن ذلك المستوى.
ومن النواقص الأخرى في مؤشر كتلة الجسم أنه لا يعرّف بدقة مستوى الدهون في الجسم، وفقاً لما ذكره مؤلف الدراسة المنشورة، الدكتور أولوبوكولا نافيو، الأستاذ المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة ميتشغان الأمريكية. وقال نافيو إن حجم الرقبة يمكن أن يعطي مؤشراً لمستوى الدهون في الجسم. وأوضح نافيو أنه جرت العادة أن يقال لوالدي الطفل إن مؤشر كتلة الجسم يعادل 27 أو 30، للدلالة على احتمال الإصابة بالسمنة.
وأردف قائلاً: "لكن لسوء الحظ فهذا لا ينسجم مع الواقع.. لكن أن يقال إن الرقبة عريضة، وهذا قد يصاحبه احتمال حدوث أمراض، فذلك هو الواقع." يذكر أن مؤشر كتلة الجسم يعتبر قياساً إحصائياً لمقارنة وزن الشخص بطول القامة، وهو لا يعتبر مقياساً لنسبة الدهون في الجسم.