النوع الثاني، وذلك وفق دراسات أجرتها الطبيبة إيلانور شوارز من جامعة بيتسبورغ، أظهرت أن نسب التعرض للسكري لدى المرضعات تتراجع بواقع النصف على الأقل، مقارنة بغير المرضعات.
وذكرت شوارز أن هذه النسبة بالغة الأهمية، وهي جديرة بالمتابعة في أي تحليل علمي مستقبلي، لكنها قالت إنها عجزت عن إيجاد أسباب طبية مؤكدة للظاهرة.
وقالت شوارز أن السبب ربما يعود إلى واقع أن الرضاعة تساعد المرأة على التخلص من الدهون الزائدة في الجسم، وبالتالي تمنعها من التأثير على عمل القلب والشرايين أو التسبب بزيادة الوزن المؤدية للسكري.
وشرحت الطبيبة الأمريكية قائلة: “إفراز الحليب لدى المرأة جزء طبيعي من دورة الحمل، وبالتالي فهناك كميات من الطاقة التي تكون مخصصة لهذا الجزء بشكل طبيعي، وعندما تتقاعس المرأة عن الإرضاع فهذه الطاقة لن تخرج من الجسم.”
واستدلت شوارز بما أظهرته أبحاث أخرى حول القضية نفسها، جرت على فصائل من الثديات في المختبرات، وقد ثبت خلالها أن الرضاعة الطبيعية تساعد الجسم على تفتيت السكر بشكل أفضل.
ورغم أن معظم مراكز الصحة في المجتمعات المتقدمة تنصح الأمهات بالمواظبة على إرضاع أطفالهن حتى الشهر السادس على الأقل، غير أن الأرقام تظهر أن الالتزام لا يتجاوز 14 في المائة من الأمهات، وذلك بسبب العمل ومشاغل الحياة.
يذكر أن دراسة يابانية جزمت مؤخراً بوجود رابط بين السكري من النوع الثاني، وهو الذي لا يظهر بالولادة، وبين مرض الزهايمر وخرف الشيخوخة وعدد آخر من المشاكل الذهنية التي تتفاقم مع التقدم بالسن.
وقالت الدراسة إن الرجال والنساء الذين تجاوزا العقد السادس من عمرهم، ولديهم سمة من سمات السكري من النوع الثاني، مثل مستويات عالية من الغولكوز أو الأنسولين في الدم، ترتفع لديهم فرص حصول خلل في بروتينات الدماغ بنسب تتراوح بين ثلاثة وستة أضعاف نظرائهم الأصحاء من الفئة العمرية ذاتها.