تعد مدينة الاسكندرية الساحلية منتجعا سياحيا متكاملا لتمتعها بموقع جغرافي فريد على شاطئ البحر الابيض المتوسط حيث تشغل شريطا ساحليا طوله 70 كيلو مترا الى جانب امتلاكها جميع مقومات السياحة المختلفة لتضع هذه المدينة على رأس قائمة المدن السياحية العالمية.
فهذه المدينة والتي بدأ العمل على انشائها على يد الاسكندر الاكبر سنة 332 قبل الميلاد وسميت على اسمه تتميز بطول شواطئها الرملية الجميلة الناعمة والتي تعد عنصر جذب للسياح الاجانب والعرب الى جانب المصريين لاسيما خلال فترة الصيف.
وتتمتع الاسكندرية وهي ثاني اكبر مدينة في مصر بعد القاهرة بمقومات وابعاد سياحية وحضارية وتاريخية واثرية باعتبارها من المدن التاريخية القديمة حيث تزخر بالعديد من المتاحف التي تحكي عن تاريخها العريق كالعمود السوارى والمتحف اليوناني الروماني ومتحف الاسكندرية القومي والمسرح الروماني وغيرها.
وتزخر هذه المدينة بالاثار الاسلامية الشهيرة كقلعة قايتباي ومسجد ابي العباسي المرسي وصهريج ابن بطوطة الى جانب الاثار المسيحية والمتمثلة بكنيسة القديس مرقص والاثار اليهودية ومنها المعبد اليهودي وتشتهر كذلك بحدائقها العامة الجميلة وابرزها حدائق قصر المنتزه وحديقتا النزهة وانطونيادس.
واذ اعطى وجود مكتبة الاسكندرية والمقامة على مساحة 40 الف متر مربع وتتسع لاكثر من ثمانية ملايين كتاب لهذه المدينة الساحلية سمعة وصيتا وشهرة ثقافية وعلمية كبيرة على المستوى الاقليمي والدولي فان مدير عام الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة في الاسكندرية محمد حسين سليمان يؤكد ان الاسكندرية مدينة عالمية.
واوضح سليمان في لقائه مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في فعاليات مهرجان (الاسكندرية للسياحة العربية) ان الاسكندرية حصدت العديد من الجوائز والميداليات منها جائزة وميدالية مدينة السلام في العام 1999 والممنوحة من قبل منظمة اليونسكو فضلا عن اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008 وعاصمة للسياحة العربية للعام الحالي.
وقال ان مدينة الاسكندرية تعد اولى المدن العربية التي يتم اختيارها كعاصمة للسياحة العربية من قبل منظمة السياحة العربية التابعة لجامعة الدول العربية معتبرا ان هذا التتويج جاء ليؤكد وجود منظومة سياحية متكاملة في الاسكندرية.
واضاف ان الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة والتابعة لمحافظة الاسكندرية تسعى لامتلاك جميع المقومات السياحية ليمكنها من التربع على عرش السياحة العالمية مبينا ان السياحة في الاسكندرية ليست موسمية بل على مدار العام.
وذكر سليمان ان ما يميز السياحة في الاسكندرية هي سياحة الاثار الغارقة حيث يوجد مدن غارقة في البحر الابيض المتوسط يستطيع السائح الاستمتاع بها والاطلاع عليها من خلال مراكز الغوص المتوفرة في المدينة.
وأوضح ان للهيئة كذلك طموحا للخروج من مختلف الفعاليات العربية التي تقام على ارض الاسكندرية بملصق سياحي يعبر عن الوطن العربي ويكون بمثابة شعار ودعوة للسياحة العربية في مدينة الاسكندرية لافتا في الوقت ذاته الى تدفق السياح العرب الى هذه المدينة والذي وصل عددهم الى اكثر من 350 الف سائح سنويا.
واكد ان القائمين على السياحة في الاسكندرية يولون اهمية خاصة بالسائح العربي وذلك لوجود لغة تواصل مشتركة حيث يعمل اولئك جاهدين على تعزيز مفهوم التبادل السياحي مع مختلف الدول العربية من خلال ازالة جميع القيود والحدود والحواجز فيما بينها لمزيد من الحركة السياحة في مدينة الاسكندرية.
وقال "عملنا على اعداد منتج سياحي على خريطة السائح العربي لزيارتنا حيث وفرنا جميع سبل الراحة وعناصر الجذب في المدينة من وسائل نقل مختلفة بانواع السيارات الى جانب وسائل النقل الجماعي وهي الاكثر شيوعا وخدمتها منتظمة واسعارها معقولة".
واضاف ان مدينة الاسكندرية تحتوي على العديد من الفنادق والشقق الفندقية التي تتناسب ومتطلبات السائح العربي فضلا عن وجود العديد من الاسواق التجارية التي تضم جملة من المحال العالمية والعلامات البارزة في عالم التسوق.
واشار الى وجود مجموعة من المنتجعات السياحية التي تخدم ذوي الدخول المتدنية والمتوسطة والغنية حرصا من الهيئة للنهوض بالحركة السياحة في الاسكندرية اضافة الى اقامة عدد من المراسي لليخوت في مناطق سانت ستيفانو والساحل الشمالي والابراهيمية.
ولفت الى ان العمل جار على اقامة منتجع طبي في منطقة (كنج مريوط) لتنشيط حركة الاستشفاء والسياحة العلاجية حيث يجري اعداد هذه الدراسات والمقدمة من قبل محافظة الاسكندرية للبدء في هذا المشروع الضخم.
يذكر ان سفير دولة الكويت في القاهرة الدكتور رشيد الحمد ومحافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب افتتحا في ال23 من يونيو الحالي فعاليات مهرجان (الاسكندرية للسياحة العربية) والذي تنظمه وزارة الاعلام الكويتية بالتعاون مع محافظة الاسكندرية وذلك ضمن الفعاليات المقامة لاختيار الاسكندرية عاصمة للسياحة العربية لعام 2010.