salma
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

salma

منتديات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salma
Admin
salma


عدد المساهمات : 2755
تاريخ التسجيل : 18/04/2009

الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  Empty
مُساهمةموضوع: الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً    الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  Emptyالخميس أكتوبر 21, 2010 7:02 am

الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  Dddn300
تقول الإحصائيات الرسمية إن حوالي ألف شخص ينتحرون يومياً في أنحاء مختلفة من العالم، وأن ألفين آخرين يخفقون في محاولة الانتحار، وهذا معناه أن هناك 365 ألفاً، على الأقل، تنتهي حياتهم سنوياً بالانتحار. وضعف هذا العدد يحاول، ولو نجح لارتفع العدد لأكثر من مليون منتحر سنوياً.
في فرنسا، تسجل الإحصائيات الرسمية عشرة آلاف منتحر في العام، ولكن الحقيقة تقول إنهم يتجاوزون 15 ألفاً. وتعلن منظمة الصحة العالمية أن أرقام فرنسا متواضعة بالنسبة لدول أخرى، وإن إحصائياتها الرسمية تسجل محاولة انتحار في العالم كل أربع دقائق، وتضيف المنظمة أن الإحصائيات الرسمية للدول غير دقيقة، أو غير مكتملة لعدة أسباب: أولها، أن المحيطين بالشخص المنتحر عادة يشعرون بالخجل، أو الضعف، أو الذنب ويحاولون إخفاء ما حدث. وثانياً، التحريم الديني للانتحار يجعله عملاً غير مقبول، لا يصح التصريح به. وثالثاً، أن الطبيب عادة ما يراعي مشاعر العائلة، فلا يذكر رسمياً أسباب الوفاة الحقيقية.
وتقول الإحصائيات أيضاً إن نصف عدد المنتحرين يكونون في حالة يأس، ولكن هذا اليأس الذي يصل إلى حد الإقدام على الموت لا يلحظه عادة المحيطون بالشخص اليائس، أو على الأقل لا يحسنون تقدير عواقب يأسه، وأن غالبية المنتحرين كانوا يعلنون عن رغباتهم في الانتحار، ولكن قولهم لم يؤخذ بمأخذ الجد.
وتقول دراسة أخرى، إن أكثر من نصف المنتحرين كانوا يستشيرون طبيباً قبل الانتحار بثلاثة أشهر، وأن ربعهم كان يستشير طبيباً نفسياً، وعادة ما تكون إجابة الطبيب: "لا تشغل بالك.. بسيطة"، ويعطيه فيتاميناً، أو حبوباً مهدئة، وغالباً ما تكون هذه الحبوب المهدئة هي الطريق السهل للانتحار.
وقدّم العالم الدكتور نلسن سنسبري نتائج دراسة ميدانية على 250 حالة انتحار، فقال إن ثلاثة أرباع هذا العدد كانوا يترددون على الطبيب قبل الانتحار بشهر، وأن ربعهم كانوا يترددون على الطبيب قبل الانتحار بأسبوع، وأن 210 منهم كانوا في حالة يأس تام، وأسباب حالة اليأس وضعها في المستويات الآتية: المجتمع الصناعي، حياة المدينة، التمزق بين عدة عقائد أو ديانات، فقدان معنى الحياة، التمزق الاجتماعي في الحياة العصرية، التوتر الوظيفي، الإحباط الجنسي، الاضطراب الاجتماعي، حالات الحب اليائس.
الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  1211862219
الانتحار في تراث الغرب

تأملّ ظاهرة الانتحار في الحضارات القديمة لا يمكن تناوله بنفس منطق العصر، فالنسبية، المكانية والزمانية، تلعب دوراً مهماً في تحديد مظاهر الحياة، من عقائد، وعادات، وتقاليد، ومواجهة أزمات، وما كان مباحاً عند شعب تجده محرماً عند آخر.. فالمصريون القدماء، مثلاً، اعتبروا قتل القطة جريمة يعاقب عليها بالإعدام لقدسيتها، وعند شعوب أخرى القطة غرفة خالية من الممكن أن تستأجرها الأرواح الشريرة! وكان السبرطيون وأهل سادوم يسبقون عصرنا في إباحة السرقة، وأباحت شعوب أخرى الزنى، أو الإجهاض، أو قتل الأطفال. والشعوب التي كوّنت أوروبا الوسطى والشمالية كان لها موقف متفرد من الانتحار، فعند شعوب "الغال" كانت لحظة الموت هي لحظة الغناء بفرح، ولحظة الميلاد هي لحظة البكاء بحزن. وتقول إحدى أساطيرهم إن ملكات الموت يطفن بالعالم وينتظرها البشر لمنحها القلب والحب. وعند شعوب "الهانز" و"الوندال"، و"القوط" اعتبرت الشيخوخة عذاباً، وانتظاراً، وقلقاً، وإسراعاً إلى الموت، وقلق الانتظار وحده كان كفيلاً بدفع بعض كبار السن ممن يتمتعون بصحة جيدة إلى إلقاء أنفسهم من فوق صخرة عالية أعدت لذلك، يكفي فقط أن يعد الواحد منهم وليمة يجمع فيها الأهل والأصدقاء ويستأذنهم في الرحيل!.
وعند شعوب "الغال" أيضاً كان انتحار رئيس القبيلة، أو كبير العائلة مسألة منطقية، لأنه يمثل شباب الجماعة، وشيخوخته شيخوخة لهم، وانتحاره فيه تجديد لشباب العائلة أو القبيلة بإعطاء فرصة لقيادة جديدة. ولكن كان من اللياقة أيضاً أن يصحب معه زوجاته وخدمة في رحلة السعادة، وسيء الحظ من يصل إلى سن الشيخوخة فيسقط عاجزاً، أو مريضاً، وتسمى ميتته بميتة النساء العجائز، حيث مصيرهن التمرغ في الأوحال الأبدية داخل مغارات مليئة بالأقذار، والحيوانات السامة. أما من يموت منتحراً فقد وعد بالحياة الأبدية، ولكن ليست القاعدة بشديدة الصرامة ففيها بعض المرونة والاستثناء، فقد يحدث أن الشخص الذي يستوجب انتحاره يكون مشغولاً ببعض الأعمال الأرضية الواجبة الإنجاز، في هذه الحالة يباح له أن يبحث عن بديل، أو قريب لأداء واجب الانتحار عنه، وعند وجود البديل كان يحضر مع أصدقائه ويعلن وسط جمع من الشهود عن دفع ثمن موته منتحراً، ويقوم بتوزيع المبلغ كهدية تناسب رحيله، ويبدأ حفل الموت بإقامة الولائم، وينتهي باستلقاء المحتفى به أو "سعيد الحظ" فوق سلاحه لينتقل من وليمة واحتفال دنيوي، إلى وليمة واحتفال أخروي!.
والموت في المعارك عند هذه الشعوب شرف يحمل صاحبه مباشرة إلى الجنة، وعند الجرمان (الألمان القدامى) كانت هناك فرقة انتحارية من صفوة الجنود المشاة مقسمة إلى مئات ولذلك عرفت بالمائة، وهذه التسمية صارت شعاراً للفخر والانتحار، وقمة العار عند هذه الجماعة هو ترك الجندي لسلاحه، وعقيدتهم تمنع هؤلاء الجنود من ارتياد الحفلات، أو المشاركة في المجلس العام، ومن النادر أن يحاول أحد جنودهم الفرار من لحظات الخطر، والانتحار بديل مباح خير من الوقوع في الأسر أو تلقي الهزيمة، وتحكي قصص أبطالهم انتحار العديد من زعمائهم بعد الهزيمة، أو مخافة الوقوع في الأسر.
الموت بالنسبة لهذه الشعوب ليس سوى انتهاء للحياة الأرضية، واستمرار لحياة أخرى يمارسون فيها كافة مظاهر الحياة الدنيوية من حسنات وموبقات، يلتقون بالأصدقاء ويتمتعون بالملذات، ويمارسون السلطة والسلطان دون حساب! وكان المفروض أن تكون محاولة الهروب من عار الدنيا، أو هزيمة البشر طبقاً لهذا المنطلق غير ممكنة، ولكنهم استكملوا عقيدتهم بتحويل جنازة الرئيس أو الزعيم إلى حفل دموي، فليس من الحكمة أو الخلاص أن يمس الزعيم الجديد ما خلّفه القديم، والنار تقوم بترحيل كل بقايا الميت من ملابس، وأسلحة، وأحصنة، وعبيد، وزوجات، وأيضا المخلصين الأحباء. والخروج عن هذه القاعدة كان يجلب العار للفرد والأسرة، ويثير السخط العام!
الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  Suicide431_BdUVt_3868
النصرانية والانتحار

أخذ النصارى الأوائل بهذا المفهوم، وكان اختيارهم هذا نوعاً من الانتحار يسعى إليه النصراني بإرادة خالصة واعتقاد راسخ، وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية قداسة بعض الأشخاص الذين قاموا بدور الجلاد لأنفسهم. القديس فرانسوا، مثلاً، فرش الأرض بالفحم المشتعل ونام فوقه. والقديس راديجون سكب سيلاً من الزيت المغلي على جروحه. أما القديس مارتينيان فوضع أقدامه في النار. والقديس دومينيك غرس أسناناً معدنية في جلده. في حين وطئ القديس باخوم الأشواك بأقدام عارية. وهناك جماعات من النصارى الأوائل كانوا يثقبون أقدامهم وأيديهم بمسامير كبيرة من الحديد، ويتركون أنفسهم للموت، اقتداء بالسيد المسيح الذي قدّم في نظرهم التضحية الكبرى.
ويذكر العارفون بالنصرانية أن الانتحار لم يأت له تحريم قاطع لا في العهد القديم، ولا في العهد الجديد، والقديس أوغسطين نفسه يعترف بهذه الحقيقة ضمناً في محاولة استبعادها فيقول: "إذا كان الانتحار مباحاً للتخلص من الخطايا، فالأمر يحتاج أن نعد صفاً بكل من يتم تعميده حديثاً".
بدأ القديس أوغسطين في القرن الرابع الميلادي يعارض ظاهرة الانتحار وأعلن أن الحياة منحة من الله، وأن محاولة ردها خطيئة.. والقتل هو القتل، وأعلنت الكنيسة أن الانتحار جريمة. وبين القرنين الرابع والخامس الميلاديين قلت ظاهرة الانتحار النصراني، ولكنها انتشرت داخل الأديرة بسبب الاضطراب، والبؤس، والكبت، وفقد الإيمان. وفي العصور الوسطى ظهر انتحار آخر لأسباب إلحادية تعتقد أن الشيطان يتلبس بعض الناس، والخلاص لا يكون إلا بالهروب إلى العالم الآخر.
ولكن لم يقلل من محاولات الانتحار إلا مساندة السلطة المدنية للسلطة الدينية، فاتخذت بعض التشريعات لمواجهة هذه الظاهرة، منها محاكمة جثة المنتحر وتعليقها من رجليها في مشنقة قبل دفنها، وكذلك سحل الجثة في الطرقات والميادين، وإذا كانت حالة الجثة لا تسمح بتنفيذ حكم المحكمة كانوا يحضرون تمثالاً وينفذون فيه الحكم! والمقصود هو إهانة أسرة المنتحر، والنيل من شرفه، وإذا حدث أن دفنت الجثة قبل المحاكمة كان يتم إخراجها واستكمال الإجراءات القانونية، ووضعت بعض جثث المنتحرين في براميل إلى حد التعفن.
وفي روسيا كانت وصية المنتحر غير معترف بها، وفي مناطق أخرى كانت الكنيسة تقوم بحرق منزل المنتحر في احتفال عام، وظل منظر سحل جثث المنتحرين مألوفاً في إنجلترا بأمر القانون إلى القرن التاسع عشر، كما اعتبر المنتحر خائناً، فتصادر أمواله وتدخل في أملاك التاج، وظل معمولاً بهذا القانون إلى عام 1870، وفي سويسرا كان المنتحر بخنجر تغرس في رأسه قطعة خشب ثم يزرع الخنجر مكانها، ومن ينتحر غرقاً تلقى جثته في النهر، أما المنتحر شنقاً فإنه يقطّع أمام القساوسة وتلقى أجزاؤه طعاماً إلى الكلاب!
الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً  GetAttachment300
العودة لتراث الانتحار

قبل عصر النهضة الأوروبية، أي قبل القرن الميلادي الخامس عشر، كان موقف الكنيسة والدولة واضحاً تجاه ظاهرة الانتحار، ولكن النهضة أعادت إلى الأذهان مناقشة الوجود، والعدم بمنطق آخر غير المنطق الديني، وبدأت بشائر القلق من سطوة السلطة السياسية في يد الملك، والسلطة الاقتصادية في يد الإقطاعي، والسلطة الدينية في يد الكنيسة، وجدوى مواجهة الضغوط أو الهروب بالانتحار.
وظهر عصر الفلاسفة أو منطق العقل، وترددت كلمات الحرية بتنويعات مختلفة تنشد جميعا احترام حرية الإنسان وإرادته في أن يبقى على حياته أو ينهيها بطريقته الخاصة. وجد شبنهور أن الانتحار هو الدواء الوحيد لمواجهة لعنات الحياة. وانتحر فيرتر الرومانسي بعد أن عانى الآلام على يد مؤلفه غوته. وكتب فولتير وروسو وغيرهما بحماس حول هذا المنطق عشقاً أو تطرفاً في البحث عن حرية الإنسان وحقه في تحديد مصيره.
هذا الاتجاه كان يعني أن عصر العقل قد سحب سلطان وسيطرة الكنيسة على العقول بلا رجعة، دون أن يقدم بديلاً يكفي أو يحمي الفرد بإجابة شافية في تساؤله عن جدوى الوجود ومعنى العدم، في تساؤله على مستوى آخر عن جدوى النضال، أو مواجهة عصر الصناعة، وسيطرة القلة، وتشرد الكثرة، الكل باطل، أو بلا معنى، لا الفرد، ولا الأسرة، ولا الجماعة، ولا الدولة، ولا العقل بمستطيع أن يمنع ضربات القدر.
انتهى الغربي إلى أحد طريقين: إما أن يطرح جانباً هذه التساؤلات، ويكتفي بالمقياس المادي، أو العلمي كما فعلت الكثرة، وإما الانتحار كما فعلت القلة، وربما انتحار لا أخلاقي.
في العاصمة السويدية ستوكهولم قام شاب لا تنقصه الصحة، أو المال، ولا يعرف عنه الاضطراب النفسي أو العقلي أو الاجتماعي، بقطع رقبة طفل كان يلعب أمام دكان والده، وعندما قُدّم الشاب للمحاكمة، قال للقاضي: "إنني أعترف بجريمتي ولا أحاول تبريرها وأرجوك ألا تحاول ذلك، وإلا ستكون غير عادل، لقد درست الحياة والموت، ووجدت السلام في الموت، وبحثت عن طريقة للخروج للحياة، ولكن بعد تفكير عميق وجدت أن إيماني يمنعني من الانتحار! وأن الوسيلة الوحيدة إلى الوصول لهدفي هو ارتكاب جريمة، وأرجو أن تكون الطريقة التي ستقررها لمعاقبتي تشفع لي عند الخالق لما ارتكبت من جرم". وقد سيق هذا الشاب إلى الإعدام وهو يغني هادئاً، وتلقى الموت بفرح أثار دهشة الجميع!.
وتتردد يومياً في صحف الغرب حالات الانتحار، وتتنوع في أسبابها، وأساليبها، وأهدافها، إن صح أن للانتحار أهدافاً: انتحار الحب، أو العفة، أو العظمة، أو الخجل، أو الفشل، أو التضحية، أو الوفاء، أو الخبل، أو الخسارة، أو الإدمان، أو الأزمات السياسية، أو ..الخ.
الانتحار إذن في تراث الغرب، وفي أساطير شعوبه شيء مقبول ومعقول إن لم يكن يتعلق بقضية الشرف، أو العظمة، أو العدمية، فهو يتعلق بالعادات وبالعقيدة التي كانت لا ترى في العالم الآخر مواجهة بالحساب ثم بالعقاب، ولكن امتداداً لكافة مظاهر الحياة الدنيوية في ديكور جديد!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://salma1.ahlamontada.com
 
الانتحار.. تاريخاً وفلسفةً وتراثاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
salma :: قسم العام :: منتدى الاخبار والقضايا الساخنة-
انتقل الى: